أدى قصف باكستاني على أفغانستان، ليل الإثنين الثلاثاء، إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص بينهم تسعة أطفال، وفق ما أعلن الناطق باسم حكومة طالبان، وسط تصاعد التوتر بين الدولتين المتجاورتين.
وذكر ذبيح الله مجاهد على منصة إكس أن القوات الباكستانية قصفت الليلة الماضية، قرابة منتصف الليل، منزل أحد المدنيين في ولاية خوست، مشيرا إلى مقتل تسعة أطفال من بينهم خمسة صبيان وأربع فتيات، إضافة إلى امرأة. وتحدث عن ضربات أخرى في منطقتي كونار وبكتيكا الحدوديتين أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص.
وجاء هذا التطور في ظل التوتر مع إسلام آباد، بعد تفجير انتحاري استهدف مقرا لقوات الأمن الباكستانية في مدينة بيشاور، وهو هجوم لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن.
وأفاد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن السلطات ستعثر على منفذي الهجوم وستعاقبهم، مؤكدا التزامه إحباط ما وصفه بمخططات الإرهابيين التي تستهدف سلامة باكستان. وذكر تلفزيون “بي تي في” الرسمي أن المهاجمين يحملون الجنسية الأفغانية.
وأدى تفجير انتحاري وقع الأسبوع الماضي قرب محكمة في إسلام آباد إلى مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات، وقد تبنته جماعة طالبان باكستان التي تشترك في الأيديولوجية نفسها مع حركة طالبان التي عادت إلى السلطة في أفغانستان عام 2021. واتهمت إسلام آباد وقتها “خلية إرهابية تلقت التوجيه والإرشاد في كل مرحلة من القيادة العليا المتمركزة في أفغانستان”.
وتدهورت العلاقات بين باكستان وأفغانستان، التي ظلت متقلبة منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول، خلال الفترة الأخيرة بسبب قضايا أمنية ومرتبطة بالهجرة.
وبلغت العلاقات بين البلدين أسوأ مستوياتها منذ سنوات، بعد اشتباكات حدودية الشهر الماضي أسفرت عن أكثر من 70 قتيلا من الجانبين، تبعتها هدنة بقيت خطوطها العريضة غير واضحة. ورغم الوساطة التي بذلتها قطر وتركيا، لم تتمكن كابول وإسلام آباد من الالتزام بها، وتعثر الطرفان تحديدا في المسائل الأمنية.
وتتهم إسلام آباد، كابول بإيواء جماعات مسلحة، خصوصا حركة طالبان الباكستانية التي تنفذ هجمات دامية داخل باكستان. وصعدت باكستان خلال الأشهر الماضية من نبرتها حيال الهند، متهمة إياها بدعم جماعات مسلحة مناهضة لها، بينما تنفي أفغانستان والهند هذه الاتهامات.
وأدى إغلاق الحدود الممتدة على 2600 كيلومترا منذ 12 تشرين الأول/أكتوبر إلى إعاقة التجارة الثنائية بين البلدين.

التعليقات