
قال نائب وزير الخارجية الإيراني إن بلاده، رغم عدم ثقتها في واشنطن بعد أن تسببت الولايات المتحدة في “أضرار جسيمة” لمنشآتها النووية، لا تزال منفتحة على الدبلوماسية.
وأضاف المسؤول الإيراني أن إيران لن ترد عسكرياً مجددًا على الضربات الأميركية القاسية التي استهدفت برنامجها النووي، مؤكداً في مقابلة مع شبكة NBC News، يوم الخميس، أن طهران منفتحة على التفاوض مع واشنطن.
لكن إيران لا تعتزم وقف تخصيب اليورانيوم، حسب ما صرّح به نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، مجدداً موقف بلاده الراسخ منذ سنوات.
وقال تخت روانجي: “طالما لا يوجد أي عمل عدائي جديد من قبل الولايات المتحدة ضدنا، فلن يكون هناك رد جديد منا”، وذلك رداً على سؤال عمّا إذا كانت إيران تعتزم القيام بأي خطوات إضافية.
•حرب استمرت 12 يوماً
في 12 يونيو، شنّت إسرائيل، التي طالما اعتبرت إيران تهديدًا وجوديًا، هجمات على البرنامج النووي الإيراني، أدت، وفقاً لطهران، إلى مقتل عشرات من كبار المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين، إلى جانب قرابة ألف شخص آخرين بينهم 38 طفلًا.
وردت إيران بضربات صاروخية على تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى، أسفرت عن مقتل 38 شخصًا، بحسب السلطات الإسرائيلية. ومنذ الأسبوع الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار.
وفي اليوم نفسه، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن هجوم واسع على المواقع النووية الإيرانية، وهي ضربات وصفها تخت روانجي بأنها “ألحقت أضراراً جسيمة” بالبرنامج النووي الإيراني.
وشملت الضربات الأميركية منشآت إيرانية رئيسية، منها موقع فوردو لتخصيب الوقود، الذي تعرض لـ14 قنبلة من نوع GBU-57، المعروفة بـ”قنابل خارقة للتحصينات” ويبلغ وزنها 30 ألف رطل، حسبما أفاد الجيش الأميركي. وتُعد هذه أول مرة تقوم فيها الولايات المتحدة بقصف مباشر داخل إيران.
بعد يومين، ردت إيران بإطلاق صواريخ على قاعدة أميركية في قطر، ما أدى إلى تحويل مسارات بعض الرحلات الجوية في مطار الدوحة، دون وقوع إصابات. ووصف ترامب الهجوم الإيراني بأنه “ضعيف للغاية”.
•تساؤلات حول الثقة
أعرب تخت روانجي عن خيبة أمله إزاء تبادل الهجمات الصاروخية بينما كانت بلاده تجري مفاوضات مع إدارة ترامب بشأن البرنامج النووي.
وأشار إلى أن إيران كانت تحد من تخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق 2015 النووي مع الولايات المتحدة (خطة العمل الشاملة المشتركة)، إلا أن الاتفاق انهار فعليًا عام 2018 عندما انسحب ترامب منه.
وتساءل: “كيف يمكننا أن نثق بالأميركيين؟”، مضيفًا: “نريد منهم أن يشرحوا لماذا خدعونا، ولماذا قاموا بهذا الفعل الشنيع ضد شعبنا”.
رغم ذلك، أبدى استعداد بلاده للعودة إلى طاولة التفاوض، قائلاً: “نحن مع الدبلوماسية، ونحن مع الحوار”، لكنه أكد أن على الحكومة الأميركية أن تقنع طهران بأنها لن تلجأ إلى القوة العسكرية أثناء المفاوضات. وأضاف: “هذا شرط أساسي ليتمكن قادتنا من اتخاذ قرار بشأن جولة جديدة من المحادثات”.
•لا نية لصنع قنبلة نووية
نفت إيران سعيها لصناعة سلاح نووي، وأكدت، بصفتها دولة موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 1970 (NPT)، أن من حقها تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مثل تشغيل محطات الطاقة النووية.
لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبون آخرون أبدوا قلقهم بعد أن بدأت إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%، وهو قريب من النسبة اللازمة لصنع سلاح نووي (90%)، وذلك بعد انهيار الاتفاق النووي.
وقال تخت روانجي: “سياستنا بشأن التخصيب لم تتغير. من حق إيران التخصيب داخل أراضيها. وما يجب أن نلتزم به هو عدم التوجه نحو العسكرة“.
وأضاف أن إيران “مستعدة للحوار مع الآخرين بشأن نطاق وحجم وقدرات برنامجها النووي“.
وعندما سُئل عن تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، التي أشار فيها إلى احتمال أن تكون إيران نقلت نحو 880 رطلاً من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الضربات الأميركية، رفض تخت روانجي التعليق، قائلاً: “لا أعلم أين تلك المواد… وسأتوقف عند هذا الحد”.
التعليقات