لندن: بريطانيا تتأهب لحفل تتويج الملك تشارلز الثالث والحكومة تؤكد جاهزيتها للحفاظ على الأمن

بعد سبعة عقود على تتويج الملكة إليزابيث الثانية، تستعد بريطانيا لتتويج ملكها الجديد  تشارلز الثالث. وفي دليل على انطلاق العد العكسي، بدأ بعض من أشد مؤيدي العائلة المالكة بأخذ مواقعهم على الجادة الطويلة الممتدة من قصر باكينغهام.

وحاولت السلطات البريطانية الطمأنة حيال الأمن بعد اعتقال رجل يشتبه أنه مسلح قرب قصر باكينغهام، مؤكدة أنها ستنشر أكثر من عشرة آلاف شرطي خلال الحفل السبت.

وينتظر أن يصطف عشرات آلاف الأشخاص من بريطانيين وسياح على طول الطريق الذي سيسلكه موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكينغهام وكنيسة ويستمنستر. ودعي حوالى 2300 شخص لهذا الحفل بينهم مئة رئيس دولة.

وبعد ثمانية أشهر على عملية “جسر لندن”، الاسم الرمزي لتنظيم جنازة إليزابيث الثانية، تنفذ الشرطة البريطانية عملية “غولدن أورب” لتتويج الملك.

وقال وزير الدولة لشؤون الأمن توم توغندهات الأربعاء إن الحفل الذي يتوج ثلاثة أيام من الاحتفالات، سيكون “إحدى أهم العمليات الأمنية” التي شهدتها بريطانيا.

وأضاف أن “أجهزة استخباراتنا وقواتنا الأمنية الأخرى على علم تماما بالتحديات التي نواجهها وهي مستعدة لمواجهتها كما فعلت الشرطة ببراعة” مساء الثلاثاء.

 

تقية التعرف على الوجوه

ومساء الثلاثاء، حوالي الساعة 19,00 (18,00 ت غ)، اعتقل رجل اشتُبه بأنه مسلح بعدما اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

وجاء في بيان للشرطة أن “طوقا أمنيا ضُرب بعدما عثر بحوزة الرجل على حقيبة مشبوهة”، مشيرة إلى أن خبراء عمدوا إلى تفجيرها احترازيا. وأوضحت الشرطة أن المشتبه به اعتقل وقالت لاحقا إنها في الوقت الراهن لا تتعامل مع القضية على أنها على صلة بالإرهاب.

ولم يكن الملك تشارلز في القصر حينذاك، لكنه كان قد استقبل قبل وقت قليل من ذلك رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ضمن أحد اللقاءات الدبلوماسية التي تسبق التتويج.

والسبت سيتم نشر أكثر من 11,500 عنصر من قوات الأمن كما أعلنت شرطة لندن. وقال أدي إديليكان المسؤول في سكوتلانديارد إن “هذه ستكون أكبر تعبئة لعناصر الشرطة في يوم واحد منذ عقود”.

وعلى مدى أسبوع سيتم نشر 29 ألف عنصر أمن.

وفي وسط لندن ستستخدم الشرطة تقنية التعرف على الوجوه. وسيتم نشر القناصة على الأسطح.

بالإضافة إلى خطر الإرهاب، تراقب الشرطة عن كثب نشطاء المناخ الذين حضر كثير منهم في الأيام الأخيرة إلى لندن كما تراقب مناهضي النظام الملكي.

وكانت مجموعة “Republic” (جمهورية) خططت لمظاهرة في ساحة ترافالغار وعلى طول مسيرة موكب الملك صباح الجمعة. وقال المنظمون إنهم يتوقعون مشاركة أكثر من ألف شخص فيها.

وحذرت شرطة لندن بالقول إن “تسامحنا مع الاضطرابات أو التظاهرات أو أي أمور أخرى سيكون ضعيفا” مضيفة “سنتعامل بحزم مع أي شخص ينوي الإخلال بهذا الاحتفال”.

 

“غداء كبير”

وسيستمر الحفل الديني -كون الملك هو رئيس الكنيسة الإنغليكانية – ساعتين.

وعند عودتهما إلى باكينغهام، سيوجه تشارلز وكاميلا تحية للجمهور من على الشرفة. وإذا كان الأمير هاري الذي غادر البلاد وسط بلبلة في 2020 سيحضر الحفل في ويستمنستر فهو لن يظهر مع العائلة على الشرفة، كما أفادت وسائل إعلام بريطانية.

وسينظم عرض جوي لست دقائق في أجواء لندن.

بالإضافة إلى حفل التتويج، تستعد بريطانيا لثلاثة أيام من الاحتفالات. فقد دُعي الشعب للمشاركة الأحد في “غداء كبير” في إطار الحفلات التي تشهدها الأحياء، حيث ستكون “تورتة التتويج” على القائمة، والتي كشف القصر النقاب عن وصفتها في منتصف نيسان/أبريل.

وفي الليل، ستقام حفلة موسيقية في قلعة وندسور في غرب لندن، سيحضرها 10 آلاف بريطاني تم اختيارهم عشوائيا. ويتصدر كل من كاتي بيري وليونيل ريتشي والتينور أندريا بوتشيلي، ملصقا خاصا بهذا الحفل تميز بغياب النجوم البريطانيين.

وأخيرا، ستدعو العائلة المالكة البريطانيين للقيام بأعمال تطوعية الإثنين في الثامن من أيار/مايو، الذي سيكون يوم عطلة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *