حصاد: آخر مستجدات اليوم 75 من حرب غزة

تواصل إسرائيل ضرباتها الجوية والعمليات البرية في قطاع غزة، فيما تقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف مليون شخص “يعانون من الجوع” جراء عدم وصول ما يكفي من الطعام إلى الأراضي المُحاصرة. وهذا يشمل تقريبًا واحدًا من كل أربعة فلسطينيين في غزة.

ويحتشد عشرات الآلاف في ملاجئ ومخيمات مؤقتة، وسط نقص حاد في الطعامِ والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى.

وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية، الذي زار مستشفيات شمالي غزة، إنهم يقومون بمزيد من عمليات البتر بسبب نقص الموظفين والكهرباء والموارد الأساسية الأخرى بشكل شديد.

وجدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التصويت على قرارٍ جديد لوقف القتال بطريقة ما؛ للسماح بزيادة تسليم المساعدات الإنسانية.

وثمة صعوبة في التأكد من تفاصيل القتال بفعل انقطاع الاتصالات في الأراضي المحتلة.

في الوقت نفسه، أطلقت حماس وابلًا من الصواريخ على تل أبيب، مما يؤكد صمود هذه الجماعة المسلحة في مواجهة الحملة العنيفة التي تشنّها إسرائيل لتدميرها.

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل تقريبًا 20 ألف فلسطيني منذ إعلان إسرائيل الحرب على حماس، دون تفريق بين القتلى المدنيين والمقاتلين.

وتقول إسرائيل إن أكثر من 130 من جنودها لقوا حتفهم في الهجوم البري بعد أن هاجمت حماس جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وقتلت حوالي 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وأخذت نحو 240 رهينة.

مُستجدات الحرب:

– قال تقرير للأمم المتحدة إن ما يقرب من 577 ألف شخص يعانون من “الجوع” في غزة.

ويكشف هذا التقرير المشترك للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية أن ما يعادل نصف مليون شخص في غزة – ربع سكانها – يعانون من الجوع بسبب “كميات غير كافية” من الطعام تدخل الأراضي المحاصرة منذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

ووفقًا لرئيس الاقتصاد في برنامج الأغذية العالمي، (عارف حسين) “تقريبًا، يعاني الجميع في غزة من الجوع. أي أكثر من نصف مليون شخص، وهو ما يعني أن واحدًا من كل أربعة أشخاص بات يعاني من الجوع في الوقت الحاضر”، محذرًا من أنه إذا ما استمرت الحرب على المستويات نفسها ولم يتم استعادة تسليم الطعام، فإن السُكان قد يواجهون “مجاعة شاملة في غضون الستة أشهر القادمة” مع انتشارٍ واسع للأمراض.

وأظهر التقرير الذي أصدرته 23 وكالة تابعة للأمم المتحدة ووكالات غير حكومية، الخميس، أن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يعانون من أزمة غذائية أو ما هو أسوأ: 478 ألف في مستويات الأزمة، و1.17 مليون في مستويات الطوارئ، و576,600 في مستويات كارثية، أي المجاعة. 

وقال حسين: “الأمور لا يمكن أن تكون أسوأ من ذلك. لم أرَ شيئًا بهذا الحجم من المأساة يحدث في غزة. وبهذه السرعة في حدوثه، في غضون شهرين فقط”!

– مع ندرة الغذاء، يحصل مئات الفلسطينيين الجائعين على وجبات في مطبخ مؤقت في غزة.

وعادة ما يحمل مئات الفلسطينيين النازحين أواني الطهي والمقالي والدلاء البلاستيكية ليتم ملأها في مطبخ مؤقت للفقراء جنوبي القطاع، الخميس، في انتظار سكب الطعام من وعاءٍ كبير فوق نيران خشبية بسيطة.

وقالت (آية برباخ)، امرأةٌ نازحة بسبب القتال بين إسرائيل وحماس: “آتي هنا يوميًا”. 

ويمد الأطفال الجائعون والآباء وكبار السن أوانيهم ليتم ملأها، فيما يحاول بعضهم إغراء الموظفين أو لفت انتباههم أثناء توزيع الأجزاء الساخنة. وينتظر البعض الآخر دورهم في صمت.

وأكد مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (OCHA)، الثلاثاء، أن نصف سُكان غزة يُعانون من جوعٍ شديد أو حاد، وأن 90% منهم يعانون من عدم تناول الطعام لمدة يوم كامل.

ووفقًا للموظف (محمود القيشاوي): “نظرًا لنقص غاز الطهي، يبحث موظفو المطبخ المؤقت في شوارع غزة عن حطب لإشعال النيران. قام أربعة أطفال صغار بالتشارك في وجبة بسيطة في وعاء ألومنيوم يقع على الأرض”.

ومع وجود معبر واحد فقط مفتوح نحو غزة، أصبح الوصول إلى الطعام مشكلةً خطيرة في هذا الإقليم المُحاصر، قبل إغلاق المعبر الثاني كرم أبو سالم، الذي تم فتحه مؤخرًا، مرة أخرى، الخميس، بعد أن قتلت ضربة جوية إسرائيلية أربعة أشخاص هناك، حسبما روى.

واتهمت منظمة حقوق الإنسان – مقرها نيويورك – إسرائيل بتعمد تجويع سكان غزة، واصفة ذلك بأنه جريمة حرب. فيما ألقى الجيش الإسرائيلي بدوره اللوم على حماس بهذا الوضع، مشيرًا إلى أن المسلحين يسرقون المساعدات.

وأكد مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (OCHA) أنه تم إدخال فقط 10% من الغذاء اللازم لمليوني ساكن في القطاع خلال الـ70 يومًا الماضية.

– أشعلت من جديد صواريخ حماس صفارات الإنذار الجوي في تل أبيب، ولم ترد تقارير فورية عن وقوع ضحايا أو أضرار جراء الهجوم الذي وقع، الخميس، لكنه أكد صمود الجماعة الجهادي المُسلحة بعد أكثر من 10 أسابيع من الحملة الجوية والبرية العنيفة التي تشنها إسرائيل على غزة، حيث نفذت ضربات وعمليات أخرى في جميع أنحاء القطاع، لكن انقطاع الاتصالات جعل من الصعب التأكد من تفاصيل المعارك.

وأدت الهجمات العسكرية إلى دمار هائل شمالي غزة، وقتلت ما يقرب من 20 ألف فلسطيني، كما أجبرت ما يقرب من 1.9 مليون شخص – 85% من سكان الأراضي الفلسطينية تقريبًا – على مغادرة منازلهم.

وأثار الدمار الواسع وارتفاع عدد الضحايا المدنيين دعواتٍ دولية متزايدة لوقف إطلاق النار، فيما تعهدت إسرائيل بمواصلة القتال لاجتثاث حماس.

– صرّح مسؤول صحي في الأمم المتحدة يدعى (شون كيسي)، في إحاطةٍ صحفية، أن مستشفى الأهلي ومستشفى الشفاء يُعانيان من تواجدٍ كبير للأشخاص المرضى والجرحى في حالاتٍ حرجة.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن المستشفيات تكاد تكون غير قادرة على العمل بسبب نقص في العاملين، والكهرباء، والإمدادات الأساسية.

ووصف كيسي زيادة عمليات البتر شمالي القطاع، بما في ذلك الأطفال، في حالات لا تخضع للبتر الاضطراري إذا ما أتيحت الخدمات الصحية المناسبة، “لا توجد عمليات جراحية شمالي غزة في الوقت الحالي، فيما ينتاب الجوع معظم الأشخاص الذين قابلهم.”

وأمرت إسرائيل بإخلاء شمال غزة بالكامل، والذي يشمل مدينة غزة ويضم أكثر من مليون شخص، في أول أيام الحرب التي اندلعت بفعل هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وعزلت القوات البرية الشمال في وقتٍ لاحق من ذلك الشهر.

ولا يزال عشرات الآلاف من السكان هناك، بما في ذلك العديد ممن لم يتمكنوا من المغادرة أو لم يشعروا بأن أي مكان آخر قد يكون أكثر أمانًا بينما تقصف إسرائيل جميع أجزاء القطاع المحاصر.

– أفادت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية التابعة للدولة أن القصف الإسرائيلي في بلدة مارون الراس الحدودية اللبنانية قتل امرأة مسنة في الثمانينيات من عمرها وأصاب زوجها.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه شنَّ قصفًا بالمدفعية والغارات الجوية على مواقع مُقاتلي حزب الله، جنوبي لبنان، في وقتٍ متأخر، الأربعاء وفجر الخميس. ولم يعلق على الضربة التي قيل إنها أودت بحياة المسنة اللبنانية.

وتتصادم القوات الإسرائيلية وأعضاء حزب الله على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية بشكل يومي تقريبًا منذ بداية حرب إسرائيل-حماس.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية إن طائراتٍ حربية إسرائيلية شنَّت غاراتٍ جوية عميقة داخل لبنان مساء الأربعاء، واستهدفت منطقة مغطاة بالغابات على بعد أكثر من 20 كيلومترًا (12 ميلًا) من الحدود.

وفي وقتٍ سابق من اليوم، أعلن حزب الله أنه أطلق صواريخ أرض – جو على طائرات هليكوبتر عسكرية إسرائيلية، وأعلن لاحقًا مقتل أحد مُقاتليه في ضربةٍ إسرائيلية على منزل في بلدة مركبا.

وقتل أكثر من 110 مقاتلين من حزب الله وما لا يقل عن 16 مدنيًا في الجانب اللبناني من الحدود، في حين قتل ما لا يقل عن تسعة جنود وخمسة مدنيين في الجانب الإسرائيلي خلال حرب إسرائيل-حماس.

– أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته عثرت على “شبكة أنفاق واسعة” تحت مدينة غزة تضم مواقع قيادة وسيطرة وغرف اجتماعات وشقق مُخبأة لكبار قادة حماس، بما في ذلك (يحيى السنوار) و(إسماعيل هنية).

وسصرّح (بيتر ليرنر)، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن تلك الغرف كانت تقع على عمق 20 مترًا (60 قدمًا) تحت الأرض، وتحوي مصاعد وسلالم وأعمدة منفصلة للمياه والكهرباء، وخزن لمياه الشرب والطعام والأسلحة ومعدات الاتصالات للإقامة الطويلة، مضيفًا أن إحدى الغرف كانت “قاعة تحت الأرض” بمساحة 150 مترًا.

وشارك الجيش مقاطع فيديو تظهر ما يقول إنها هياكل الأنفاق، كما تُظهر الأنفاق بجدران خرسانية وأبواب مقاومة للانفجار وأنظمة تهوية وكاميرات مراقبة ومعدات إلكترونية وسلالم طويلة تنحدر إلى عمق الأرض.

وقال الجيش إن المجمع يتمحور حول ساحة فلسطين المركزية في مدينة غزة، تحت المتاجر والمكاتب الحكومية ومباني الشقق المدنية.

ومن المعروف أن حماس قد بنت عدة كيلومترات من الأنفاق، التي تعرف بـ”مترو غزة”، تحت المحافظة الساحلية للعمل في أمان من الطائرات الإسرائيلية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *