حصاد: آخر مستجدات اليوم 73 من حرب غزة

شنّت القوات الإسرائيلية مزيد الضربات القاتلة على القطاع، الثلاثاء، واقتحمت آخر مستشفى يعمل في مدينة غزة، فيما أرجأ مجلس الأمن التصويت على قرارٍ مُقدم من الدول العربية يُطالب بوقفٍ فوريّ للعمليات العدائية.

ووفقًا لصحفيي وكالة أسوشيتد برس، أسفرت ضربة على منزل في رفح، لجأ إليه نازحون، عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصًا، بمن فيهم نساء وأطفال، وقتلت ضربة أخرى ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص، نُقلت جُثثهم إلى مستشفيين محليين في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.

ووفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قُتل ما يقرب من 20 ألف فلسطيني منذ إعلان إسرائيل الحرب على حماس، دون توضيح نسبة المدنيين من المقاتلين. وتُقدر الأمم المتحدة أن آلافًا آخرين ما زالوا تحت أنقاض غزة.

وتقول إسرائيل إن 127 من جنودها لقوا حتفهم في الهجوم البري بعد أن هاجمت حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، مدنيون بالغالب، واحتجاز نحو 240 رهينة.

مُستجدات الحرب:

– قدمت جمعية الصحافة الأجنبية في القدس عريضة للمحكمة العليا الإسرائيلية؛ في مطالبة للحصولِ الفوري على وصول الإعلام الدولي إلى قطاع غزة.

وقالت الجمعية إنها تلقت “ردودًا غير موضوعية” على طلباتٍ مُتعددة قامت بتقديمها إلى مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع.

وفي الحروب السابقة، قامت إسرائيل أيضًا بتقييد وصول الصحفيين إلى غزة، لكن لم يحدث ذلك لفترةٍ طويلة مثل هذه المرة؛ إذ تم إغلاق الأراضي الفلسطينية تمامًا مُنذ إعلان إسرائيل الحرب على حماس منذ أكثر من شهرين.

وقالت جمعية الصحافة الأجنبية في بيان: “حرية الصحافة هي حقٌ مدني أساسي في المجتمع الديمقراطي. نعتقد أيضًا أنه في مصلحةِ الجُمهور الحصول على صورةٍ أوضح للأوضاع داخل غزة بعد عشرة أسابيع من الوصول المحدود للغاية والمراقبة بشكلٍ مكثف وشديد”.

وتُمثل جمعية الصحافة الأجنبية أكثر من 130 وسيلة إعلام في أكثر من 30 دولة، بما في ذلك وكالة أسوشيتد برس، التي تعمل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.


– أوقف الجيش الإسرائيلي عديد جنود تم تسجيلهم وهم يُدخنون الشيشة ويتمازحون أمام الفلسطينيين الذين تم احتجازهم وتكميم أعينهم.

الفيديو الذي تم تحميله على وسائل التواصل الاجتماعي وحَصَد ملايين المُشاهدات خلال اليومين الماضيين، أظهر الجنود وهم يضحكون ويتناولون وجباتٍ خفيفة فيما يجلس ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين مُكممي العيون في نفس الغرفة في مدينة جِنين التي تحتلها إسرائيل في الضفة الغربية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “سلوك الجنود في الفيديوهات مذموم ويتعارض تمامًا مع قيم جيش الدفاع الإسرائيلي”. وبعد جلسةِ استماعٍ تأديبية، تم توقيف الجنود الاحتياطيين عن العمل حتى إشعارٍ آخر، وفقًا للمُتحدث باسم الجيش.

– حثّت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي القُدامى الرئيس جو بايدن، الاثنين، على استخدام “كل قوتنا القابلة للتأثير” للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغيير الاستراتيجية العسكرية التي تقتل آلاف المدنيين في غزة.

وجاء في رسالةٍ مفتوحة إلى بايدن قام بتوقيعها ستة أعضاء من الكونغرس وهم (جيسون كرو)، الحاصل على نجمة برونزية وقائد سابق في الجيش الأمريكي الخاص، (مايكي شيريل)، الطيار البحري السابق، (كريسي هولاهان)، ضابطة سابقة في سلاح الجو، (سيث مولتون)، مشاة بحري سابق، و(إيليسا سلوتكين) و(أبيغيل سبانبرغر)، ضابطتان سابقتان في وكالة الاستخبارات المركزية.

وقال النواب الستة في الرسالة: “إن زيادة عدد القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية غير مقبولة ولا تتماشى مع مصلحة الولايات المتحدة؛ ولا تساهم في تحقيق الأمن لحليفتنا إسرائيل”.

وتزيد هذه الرسالة من الضغط الذي يواجهه نتنياهو من داخل الحزب الديمقراطي في الكونغرس للضغط عليه بشأن السيطرة على حملةٍ جوية وبرية ضخمة. حيث يشغل النواب مناصب في لجانِ الخدمات المُسلحة والاستخبارات والشؤون الخارجية في الكونغرس.

وأضاف النواب أيضًا في الرسالة: “بعضنا أيضًا قضى سنوات في المحاربة خلال حرب أمريكا على الإرهاب. لذا نحن نعلم من تجربة شخصية وغالبًا ما تكون مؤلمة أنه لا يمكنك تدمير أيديولوجية الإرهاب بالقوة العسكرية وحدها. وبناءً على ذلك، نحثُّك على مواصلة استخدام كل قوتنا القابلة للتأثير لتحقيق تحولٍ فوري وملموس في استراتيجية وتكتيكات العمليات العسكرية في غزة.”

– أجّل مجلس الأمن التابع للأمم المُتحدة التصويت على قرارِ وقفِ إطلاق النار، بسبب محاولة تجنب الولايات المتحدة لاستخدام حق النقض (الفيتو).

وأعلن المجلس أن التصويت المُقرر في الساعة الخامسة مساء الاثنين تم تأجيله حتى صباح الثلاثاء، وصرّح الدبلوماسيون أن المُفاوضات تجري لإقناع الولايات المتحدة، وهي حليفة إسرائيل الأقرب، بالامتناع عن التصويت أو التصويت بـ “نعم” على القرار.

وكان مشروع القرار الذي تمت مُناقشته صباح الاثنين يدعو إلى “وقفٍ فوري ومُستدام للعمليات العدائية” للسماح بوصولٍ غير معوق لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى العدد الهائل من المدنيين الذين يحتاجون إلى الغذاء والماء والدواء.

ومن المتوقع أن يتم تخفيف هذه اللغة إلى “تعليق” للعمليات العدائية أو استخدام لغة مماثلة للحصول على دعم الولايات المتحدة، وفقًا للدبلوماسيين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لأن المناقشات كانت سرية.

وتكمُن أهمية قرار مجلس الأمن في أنه مُلزم وقانوني، لكن في الواقع يختار العديد من الأطراف تجاهل طلبات المجلس بالتحرك، فيما تظل قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانونيًا، على الرغم من أنها تُعتبر مؤشرًا هامًا للرأي العالمي.

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي يدعمه تقريبًا جميع أعضاء المجلس وعديد الدول الأخرى والذي يطالب بوقفٍ فوري للعمليات الإنسانية في غزة.

ووافقت الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة بأغلبية ساحقة على قرار مماثل في 12 ديسمبر/ كانون الأول بتصويت 153 مع/ و10 ضد/ و23 امتناع.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *