حصاد: آخر مستجدات اليوم 66 من حرب غزة

شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ستستمر في مُحاربة حماس على الرُغم من الدعوات الدولية لوقفِ إطلاق النار، بعد مقتل ما لا يقل عن تسعة جنود إسرائيليين في واحدة من أكثر الهجمات الفردية القاتلة التي نفذها مسلحون فلسطينيون منذ بدء الغزو البري لقطاع غزة.

وقال نتنياهو في وقت متأخر من مساء الأربعاء: “نحن نستمر حتى النهاية، ولا يوجد شك في ذلك. أقول هذا في ظل الألم الكبير والضغط الدولي، ولن يوقفنا شيء”.

ودارت معارك عنيفة لعدة أيام في منطقة الشجاعية وغيرها من المناطق في مدينة غزة الشرقية التي انحصرت فيها القوات الإسرائيلية في وقتٍ سابق من الحرب.

وما زال عشرات الآلاف من الأشخاص في الشمال على الرغم من تكرار أوامر الإخلاء، معتبرين أنهم لا يشعرون بالأمان في أي مكان في غزة فيما يخشون أنهم قد لا يعودون إلى منازلهم.

وأثارت إسرائيل استياءً دوليًا وانتقادات نادرة من الولايات المتحدة بسبب قتل المدنيين. ووفقًا لوزارة الصحة في الأراضي التي تسيطر عليها حماس، قُتل أكثر من 18,400 فلسطيني حتى الآن، دون أي تمييز بين الضحايا المدنيين والعسكريين. فيما تقول إسرائيل من جانبها إن 113 من جنودها قُتلوا في هجومها البري بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حيث قُتل حوالي 1,200 شخص، معظمهم مدنيون، واحتُجز حوالي 240 رهينة.

مستجدات الحرب:

– صرّح رئيس الوزراء الفلسطيني في مقابلة، الخميس، أن إدارة بايدن يجب عليها أن تتخذ خطواتٍ محددة نحو حل الدولتين الذي يعد هدفًا غامضًا حتى الآن، وذلك بضمان وضع ضغط على إسرائيل.

وتحدث (محمد اشتية) لوكالة الأنباء (AP) أثناء اجتماع مستشار الأمن القومي الأمريكي (جيك سوليفان) مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (يوآف غالانت) في تل أبيب لمناقشة مسار الحرب بين إسرائيل وحماس، التي دخلت الآن شهرها الثالث.

وصرّح غالانت أن هدف إسرائيل في تدمير حماس سيستغرق عدة أشهر إضافية.

وحمت الولايات المتحدة إسرائيل من الدعوات المتزايدة لوقف فوري لإطلاق النار، لكنها باتت تختلف علنيًا مع حليفتها الوثيقة بشأن سيناريو ما بعد الحرب. حيث ترغب واشنطن في نهاية المطاف في رؤية قطاع غزة والضفة الغربية المُحتلة تحت قيادةٍ فلسطينية موحدة، كخطوة أولية نحو تحقيق دولة فلسطينية. بينما تعارض حكومة اليمين في إسرائيل تحقيق دولة فلسطينية، ويرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي دورٍ للسلطة الفلسطينية المعترف بها دوليًا في غزة، وهي حكومة ذاتية مقرها الضفة الغربية.

وقال اشتية، الخميس، إن الوقت حان لتتعامل الولايات المتحدة بحزمٍ أكبر مع إسرائيل.

وأضاف في مقابلة: “الآن بعد أن تحدثت الولايات المتحدة، نريد أن نرى واشنطن تتحرك على أرض الواقع، وهذا يعني أننا بحاجة إلى إجراءاتٍ محددة لتنفيذ حل الدولتين، وليس فقط إيمانًا بحل الدولتين”.

ومن المقرر أن يلتقي سوليفان، الجمعة، بالرئيس الفلسطيني (محمود عباس) في رام الله.

– أعلنت بريطانيا أنها ستفرض حظر السفر على المستوطنين الإسرائيليين المسؤولين عن الهجمات على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وصرّح وزير الخارجية (ديفيد كاميرون) على شبكة التواصل الاجتماعي X (المعروفة سابقًا باسم تويتر) أن المستوطنين المتطرفين “يعرقلون الأمن والاستقرار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. لذا يجب على إسرائيل اتخاذ إجراءاتٍ أكثر قوة لوقف العنف الذي يمارسه المستوطنون ومحاسبة المسؤولين”.

ولم يتوفر لدى وزارة الخارجية تفاصيل فورية حول عدد الأشخاص المشمولين بالحظر. كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي (أنتوني بلينكن) الأسبوع الماضي عن حظرِ سفرٍ مُماثل، يستهدف “الأفراد الذين يُعتقد أنهم شاركوا في عرقلة السلام أو الأمن أو الاستقرار في الضفة الغربية”.

وفي حين تركّز اهتمام العالم على الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، فإن الهجمات التي يشنُها المستوطنون على الفلسطينيين في الضفة الغربية قد ارتفعت بمعدل غير مسبوق، وفقًا للأُمم المُتحدة.

– صدّرت القوات العسكرية الإسرائيلية لقطاتٍ تُظهر عشرات الرجال وهم يرفعون أيديهم فوق رؤوسهم أثناء سيرهم في خطٍ مُستقيم خارج مبنى متضرر. ويمكن رؤية أربعة من الرجال وهم يحملون بنادق هجومية فوق رؤوسهم ويضعونها في الشارع، إلى جانب عدة مخازن ذخيرة.

وأعلنت القوات العسكرية، الخميس، أن الرجال خرجوا من مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة بعد أن تصارعت معهم في مبنى قريب. ووصفتهم جميعًا بأنهم مقاتلون مُشتبه بهم، دون تقديم أدلة، مؤكدة أخذهم للتحقيق.

وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس بأن 70 من العاملين الطبيين والمرضى احتُجزوا عندما داهمت القوات الإسرائيلية المستشفى في وقتٍ سابق هذا الأسبوع، بما في ذلك مدير المستشفى.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن المستشفى كان يضم 65 مريضًا، بما في ذلك 12 طفلًا في العناية المركزة وستة أطفال حديثي الولادة في حاضنات، وقت الاقتحام.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت القوات العسكرية ووزارة الصحة تصفان الحدث نفسه. وتتهم إسرائيل قادة حماس في غزة باستخدام المستشفيات والبنية التحتية المدنية الأخرى لأغراض عسكرية.

وكشفت عن نفق يبدو أنه تابع للمقاتلين تحت كبرى مشافي غزة، مستشفى الشفاء، بعد اقتحامها لهذا المرفق الشهر الماضي.

– أكد مسؤول دفاعي أمريكي أن صاروخًا تم إطلاقه من الأراضي التي يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن، فشل في استهداف سفينة حاويات تمر عبر مضيق باب المندب الحيوي، الخميس، وهو أحدث هجوم يُهدد الملاحة في هذا الممر البحري الحيوي.

ورُصد سقوط الصاروخ في الماء بالقرب من سفينة Maersk Gibraltar، وهي سفينة حاويات تحمل علم هونغ كونغ كانت تسافر من صلالة في عُمان إلى جدة في المملكة العربية السعودية.

وجاءت تصريحات المسؤول بعد أن أطلقت العمليات التجارية البحرية البريطانية (UK Maritime Trade Operations)، التي تراقب ممرات الشحن في الشرق الأوسط، تحذيرًا بشأن حادث في مضيق باب المندب الذي يفصل شرق أفريقيا عن شبه الجزيرة العربية.

ولم ترد شركة Maersk -واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم- على طلب التعليق حتى الآن.

ويُعد الهجوم الذي وقع، الخميس، أحدث الهجمات البحرية التي يقوم بها الحوثيون ضمن حملة الضغط على إسرائيل.

– دعا وزير الخارجية التركي، (هاكان فيدان)، الخميس، الولايات المتحدة إلى عدم عرقلة قرارات الأُمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، تمامًا كما حدث الجمعة الماضية.

وقال فيدان: “نتوقع ألا تعرقل الولايات المتحدة مزيدًا من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. في الوقت الحالي، تقف الولايات المتحدة وحدها بين وقف إطلاق النار والمجزرة في غزة”.

وأعلن أيضًا أنه سيسافر إلى النرويج، الجمعة، كجزء من وفدٍ مُشترك يضم جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للضغط من أجل وقف إطلاق النار. وفي أوسلو، سيلتقي فيدان ممثلين من النرويج والسويد وفنلندا والدنمارك وآيسلندا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ.

– أعلن رئيس وزراء إيرلندا (ليو فارادكار)، الخميس، أن الاتحاد الأوروبي يفقد مصداقيته بسبب ضعف موقفهِ في الحرب بين إسرائيل وحماس، داعيًا زُملاءه إلى دعم وقف إطلاق النار الإنساني.

وخلال كلمته في بداية قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل التي تُركز بشكل أكبر على أوكرانيا، أكد فارادكار أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يُدين “الإرهاب الذي ترتكبه حماس”، لكنه يجب أيضًا أن يطالب بالعدالة للشعب الفلسطيني.

وطوال الفترة الماضية، كانت الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي متباينة في موقفها تجاه إسرائيل والفلسطينيين. حيث دعا قادة الاتحاد الأوروبي -في اجتماعهم السابق في أكتوبر/تشرين الأول- إلى “الاستمرار في توفير وصول إنساني سريع وآمن وغير معوق، ومساعدة للوصول إلى المحتاجين من خلال جميع التدابير اللازمة، بما في ذلك الممرات الإنسانية وتوقفات لتلبية الاحتياجات الإنسانية”.

وعلى الرغم من قلة النفوذ السياسي، إلا أن الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة هو أكبر مورد للمساعدات للفلسطينيين في العالم. فالاتحاد الأوروبي لديه تأثير ضئيل على إسرائيل -حيث تعتبر الولايات المتحدة حليفتها الأكثر إصرارًا- لكنه لا يزال شريكها التجاري الأكبر.

 – أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية عن مقتل عنصر آخر من مقاتليه، مما يرفع العدد إلى 100 منذ بدء الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود المتوترة بين لبنان وإسرائيل في 8 أكتوبر.

وتصاعدت حدة الاشتباكات في الأسابيع الأخيرة، لكن معظمها بقي محصورًا في عدد قليل من البلدات الحدودية، مما اضطر آلاف السكان المحليين على كلا الجانبين من الاستنفار المتوتر للفرار.

وتسارعت الحكومة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والحكومات الدولية لمنع انتشار الحرب في غزة إلى لبنان المجاورة.

وخاضت إسرائيل وحزب الله حربًا استمرت شهرًا، 2006، انتهت دون هزيمة أي منهما.

وتعتبر إسرائيل حزب الله أكبر تهديد مباشر لها، حيث يمتلك هذا الجناح المسلح والمدعوم إيرانيًا حوالي 150 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار وصواريخ أرض جو بحر.

– أعلن مسؤول في الجيش العراقي، الخميس، أن قوات الأمن العراقية اعتقلت مُشتبهًا في هُجومٍ بالصواريخ استهدف المُجمع الشاسع للسفارة الأمريكية في بغداد في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول.

وصرّح المتحدث العسكري العراقي (يحيى رسول) في بيانٍ أن بعض المشتبه بهم في الهجوم المؤرخ في 7 ديسمبر/ كانون الأول، لهم صلات بجهاز الأمن العراقي وتم اعتقال “عدد من الأفراد”.

وأضاف أن التحقيق وجهود البحث لا تزال مستمرة لتحديد هوية واعتقال المشتبه بهم الآخرين.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، قامت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران بشنِّ عشرات الهجمات بالصواريخ على المنشآت العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى هجوم السفارة في 7 ديسمبر/ كانون الأول. وزعمت مجموعة مظلة تدعى المقاومة الإسلامية في العراق معظم الهجمات، والتي قالت إنها ردًا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في الحرب المستمرة في غزة.

ولم يتسبب الهجوم على السفارة في إصابات أو أضرار كبيرة، ولم يستدعِ حتى استجابة عسكرية من الولايات المتحدة، لكنه وضع الحكومة العراقية تحت ضغطٍ دبلوماسيٍ مُتزايد من واشنطن للقضاء على الميليشيات.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *