حصاد: آخر مستجدات اليوم 63 من حرب غزة

اشتعلت معارك عنيفة، الأحد، في قطاع غزة، بما في ذلك الشمال المُدمَر، حيث استمرت إسرائيل في هجومها بعد منع الولايات المتحدة أحدث محاولةٍ دولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتسريع إمداداتٍ أكثر من الذخائر إلى حليفتها المقربة.

وباتت إسرائيل تواجه غضبًا دوليًا مُتزايدًا ومُطالباتٍ بوقفٍ دائم لإطلاق النار بعد قتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين. كما نزح حوالي 90٪ من سُكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة داخل الأراضي المُحاصرة، حيث تقول وكالات الأُمم المتحدة إنه لا يوجد مكانٌ آمن للهروب إليه.

وقدمت الولايات المتحدة دعمًا حيويًا للهجوم مرةً أخرى في الأيام الأخيرة، من خلال إعاقة جهود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإنهاء القتال الذي حظي بدعم دولي واسع، إلى جانب إجراء بيع طارئ لأكثر من 100 مليون دولار من قذائف الدبابات إلى إسرائيل.

وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي جو بايدن على “الذخيرة المهمة لمواصلة الحرب”.

وتعهدت الولايات المتحدة بدعمٍ ثابت لإسرائيل في سحق القُدرات العسكرية لحماس، وإعادة جميع الرهائن الذين تم اختطافهم في الهجوم الذي تسبب في اندلاع الحرب منذ 7 أكتوبر.

وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل آلاف الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، واضطرار نحو 1.9 مليون شخص للنزوح من منازلهم. مع تدفق المساعدات بصورة محدودة وعدم إمكانية توصيلها في الكثير من المناطق، فيما يواجه الفلسطينيون نقصًا حادًا في الغذاء والماء وسلع أساسية أخرى.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في منتدى بالدوحة -وهي وسيط رئيسي- “توقع انهيار النظام العام قريبًا تمامًا، وقد تتفاقم الحالة إلى مزيد من الأوبئة وزيادة الضغط للتهجير الجماعي إلى مصر”.

كما قال رئيس وزراء قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في المنتدى إن جهود التوسط ستستمر لوقف الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن، لكنه أضاف: “للأسف، لا نرى نفس الاستعداد الذي شهدناه في الأسابيع السابقة”.

وصرّح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هانيغبي، لقناة 12 التلفزيونية في إسرائيل أن الولايات المتحدة لم تحدد أي موعد نهائي لتحقيق إسرائيل لأهدافه في تفكيك حماس وإعادة جميع الرهائن.

“التقييم الذي يُشير إلى أنه لا يمكن قياس ذلك في غضون أسابيع صحيح، ولست متأكدًا مما إذا كان بإمكاننا قياسه في غضون أشهر”، قال هانيغبي.

وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في منتدى قطر أن هذه الحرب لا يُمكن أن تُربح، وحذر من أن “إسرائيل خلقت كمية من الكراهية التي ستطارد هذه المنطقة وستقوم بتحديد أجيال المستقبل”.

 

-القتال والاعتقالات في الشمال

تواجه القوات الإسرائيلية مقاومةً شديدة، حتى في شمال غزة، حيث قامت الغارات الجوية بتسوية أحياء بالأرض، حيث تعمل القوات البرية منذ أكثر من ستة أسابيع.

وعرضت قناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية مقاطع فيديو تُظهر عشرات المعتقلين يرتدون ملابسهم الداخلية ويضعون أيديهم في الهواء، وعديد أشخاص كانوا يحملون بنادق هجومية فوق رؤوسهم.

كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى مجموعات من الرجال غير المسلحين يُحتَجزون في ظروف مشابهة، بدون ملابس ومكممي العيون ومقيدي الأيدي. حيث صرّح معتقلون من المجموعة الذين تم إطلاق سراحهم، السبت، لـ أسوشيتد برس أنهم تعرضوا للضرب وتم منعهم من الحصول على الطعام والماء.

ولم تعلق إسرائيل على الفيديو الأخير أو اتهامات سوء المعاملة، لكن المتحدث باسم الحكومة إيلون ليفي قال إن “عددًا متزايدًا” من مقاتلي حماس يستسلمون.

وقال السكان إنه لا يزال هناك قتال شديد في حي شجاعية في مدينة غزة ومخيم جباليا للاجئين، وهو منطقة حضرية كثيفة تضم عائلات فلسطينية هربت أو طُردت مما يُعرف الآن بإسرائيل خلال حرب عام 1948 المحيطة بتأسيسها.

وقال حمزة أبو فتوح، أحد سكان شجاعية: “إنهم يهاجمون أي شيء يتحرك. القتلى والجرحى تركوا في الشوارع ولم تعد سيارات الإسعاف قادرة على الوصول إلى المنطقة، حيث وضع قناصة إسرائيليون بين المباني المهجورة. بينما المقاومة تقاتل أيضًا”.

وأمرت إسرائيل بإخلاء الثُلث الشمالي من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، في وقت مبكر من الحرب، لكن عشرات الآلاف من الأشخاص لا يزالون هناك، خشية أن الجنوب لن يكون أكثر أمانًا أو أنهم لن يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم. كما استمر قتال شديد في مدينة خانيونس في الجنوب ومحيطها.

بينما ينتظر سكان غزة أيامًا للحصول على الطعام، ارتفعت أسعار الطعام بشكل كبير حيث تواجه نقصًا حادًا. وصرّح عبد السلام المجدلاوي بأنه يأتي كل يوم لمدة تقارب أسبوعين إلى مركز توزيع تابع للأمم المتحدة، على أمل الحصول على طعام لعائلته المكونة من سبعة أفراد، “كل يوم نقضي خمسة أو ست ساعات هنا ونعود إلى المنزل، والحمد لله، اليوم سحبوا اسمنا”.

ومع استمرار الحرب في شهرها الثالث، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 17,700، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في المنطقة التي تسيطر عليها حماس، والتي لا تميز بين الوفيات المدنية والعسكرية.

وتعتبر إسرائيل حماس مسؤولة عن وفيات المدنيين على إثر تمركز مقاتليها في أحياء سكنية كثيفة. ويقول الجيش إن 97 جنديًا إسرائيليًا لقوا حتفهم في العملية البرية. وما زال المسلحون الفلسطينيون يواصلون إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

وأفاد مكتب نتنياهو أن حماس لا تزال تحتجز 117 رهينة، بالإضافة إلى20 شخصًا قتلوا أثناء الاحتجاز خلال الهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويأمل المحتجزون إطلاق سراحهم في تبادل مقابل الفلسطينيين الذين تعتقلهم إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها قدمت تعليمات مُفصلة للمدنيين لإخلاء المناطق إلى أماكن أكثر أمانًا، حتى وهي تضرب ما تقول إنها أهداف مقاتلة في جميع أنحاء الأراضي.

وهرب آلاف الأشخاص إلى بلدة رفح الجنوبية ومناطق أخرى على طول الحدود مع مصر، وهي واحدة من آخر المناطق التي تستطيع وكالات المساعدة توصيل الطعام والماء إليها.

وأثارت الحرب التوترات في جميع أنحاء المنطقة، حيث تبادل حزب الله في لبنان إطلاق النار مع إسرائيل على طول الحدود، واستهدفت مجموعات متمردة مدعومة من إيران الولايات المتحدة في سوريا والعراق.

وأعلنت فرنسا أن أحد سفنها الحربية في البحر الأحمر أسقطت طائرتين بدون طيار اقتربتا منها قادمتين من اليمن، وأقسمت جماعة الحوثي المدعومة من إيران بوقف الشحن الإسرائيلي عبر الممر المائي الرئيسي.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إن إسرائيل ستمنح الحلفاء الغربيين “بعض الوقت” لتنظيم استجابة، غير أنه إذا ما استمرت التهديدات، فـ”سنتخذ إجراءات لرفع هذا الحصار”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *