الخرطوم: مقتل 40 شخصا على الأقل بهجوم على تجمع عزاء شمال كردفان

أدى هجوم على تجمع عزاء إلى مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة آخرين في الأُبيض، عاصمة شمال كردفان بالسودان، وفقا لما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأربعاء. ولم يحدد المكتب الجهة التي تقف خلف الهجوم.

وتشهد مدن كردفان تواجدا مكثفا للجيش السوداني الذي يسيطر على المدينة وقوات الدعم السريع التي تحاول إحراز تقدم فيها. وتعتبر الأُبيض نقطة حيوية على الطريق الذي يصل الخرطوم بإقليم دارفور. وهو الإقليم الذي أحكمت قوات الدعم السريع قبضتها عليه الأسبوع الماضي بالسيطرة على الفاشر، آخر المعاقل الرئيسية للجيش في الإقليم.

 وتعد الأبيض طريقا رئيسا للإمدادات ومركزا لوجستيا وقياديا وتضم مطارا. وكانت قوات الدعم السريع أعلنت السيطرة على مدينة بارا إلى الشمال من الأبيض نهاية الشهر الماضي، واعتبرت ذلك “خطوة مهمة نحو استكمال السيطرة على بقية المناطق الحيوية في كامل إقليم كردفان”.

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن “الوضع الأمني في منطقة كردفان مستمر في التدهور”. وأفاد سليمان بابكر، أحد سكان أم صميمة الواقعة غرب الأُبيّض بأن “عدد مركبات قوات الدعم السريع ازداد” في المنطقة بعد سيطرتها على الفاشر. كما تحدّث أحد السكان، وطلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية، أيضا عن “ازدياد كبير في مركبات الجيش والأسلحة شرق وجنوب الأُبيّض” خلال الأسبوعين الماضيين.

 

احتمال التقسيم

أفادت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا بوبي، الأسبوع الماضي، عن “فظائع واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع في بارا في شمال كردفان”. وأشارت إلى “أعمال انتقامية ضد ما يسمى بـالمتعاونين (مع الجيش) والتي غالبا ما تكون بدوافع عرقية”.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة الإثنين، من أن أكثر من 36 ألف مدني فرّوا من بلدات وقرى في ولاية شمال كردفان، مع ارتفاع وتيرة المعارك في إقليم دارفور المجاور.

ومن شأن توسع سيطرة قوات الدعم السريع في مناطق دارفور وكردفان تقسيم السودان فعليا إلى محور شرقي-غربي، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على شمال البلاد وشرقها.

 

المجاعة تهدد أكثر من 21 مليون شخص

في جنوب كردفان، أكد تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة انتشار المجاعة في مدينة كادوغلي التي تحاصرها الدعم السريع منذ أشهر لانتزاع السيطرة عليها من الجيش.

وأكد التقرير الذي صدر الأسبوع الجاري انتشار المجاعة في الفاشر بشمال دارفور محذرا من أن 20 مدينة أخرى في دارفور وكردفان مهددة بالمجاعة. وأشار إلى أن أكثر من 21 مليون شخص واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في أيلول/سبتمبر الماضي. وتوقع التقرير استمرار الوضع على ما هو عليه حتى أيار/مايو 2026 على الأقل.

ومنذ سقوط الفاشر، توالت الشهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.

وتحدث ناجون من الفاشر عن انعدام تام للمواد الغذائية بالمدينة واعتمادهم لأيام على علف وجلود الحيوانات في الوقت الذي أغلقت معظم المطابخ الخيرية أبوابها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *