بيروت: مجلس الوزراء اللبناني يخفق في عقد اجتماع لاختيار حاكم جديد للمصرف المركزي

على بعد ثلاثة أيام فقط من انتهاء ولاية رياض سلامة على رأس مصرف لبنان المركزي، فشل مجلس وزراء البلاد الخميس في عقد اجتماع لاختيار خلف له، ما ينذر بفراغ المنصب، وسط استمرار أزمة اقتصادية خانقة تعصف بالبلاد. وفي خطوة جديدة من أجل إنهاء الشغور الرئاسي منذ نحو تسعة أشهر، طرح مبعوث الرئيس الفرنسي إلى لبنان جان-إيف لودريان على الفرقاء السياسيين عقد لقاء في أيلول/سبتمبر، بهدف بلوغ توافق يسرع عملية انتخاب رئيس للبلاد.

لم ينجح مجلس الوزراء اللبناني الخميس في الاجتماع للتوافق حول اسم يخلف حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، مما يهدد بأن يصبح البنك بلا قيادة اعتبارا من الاثنين المقبل، مع دخول البلاد العام الخامس من الاضطرابات المالية.

وتنتهي ولاية سلامة يوم الاثنين المقبل، بعد 30 عاما قضاها في المنصب في ظل اقتصاد منهار، وفي وقت يواجه فيه تهما ينفيها باختلاس أموال عامة.

ويثير احتمال حدوث فراغ في رئاسة مصرف لبنان المخاوف من تعرض الدولة لمزيد من الانهيار، ويعكس انقسامات أوسع تركت منصب الرئيس شاغرا والبلد بدون حكومة كاملة الصلاحيات لأكثر من عام.

وقاد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري جهودا لتعيين حاكم جديد، غير أن جماعة حزب الله وحليفها المسيحي التيار الوطني الحر رفضا هذه الخطوات وقالا إن حكومة تصريف الأعمال ليس لها الحق في اتخاذ هذه الخطوة.

وألغيت جلسة مجلس الوزراء اليوم بعد دقائق من الموعد المحدد لبدئها، لعدم اكتمال النصاب القانوني بحضور عدد كاف من الوزراء.

وقال ميقاتي في بيان “كانت أمامنا اليوم فرصة لمعالجة مؤقتة لملف مرتبط بالوضعين المالي والنقدي، وآسف أن الحسابات السياسية للأطراف المعنية داخل الحكومة لها الأولوية على ما عداها، فليتحمل كل طرف المسؤولية عن قراره. سأستمر في القيام بواجبي الدستوري والوطني والعمل الجاد لسير عمل المؤسسات العامة وخاصة مصرف لبنان، من دون كلل”.

وبموجب قانون النقد والتسليف اللبناني، يتولى أول نائب من بين أربعة نواب لحاكم المصرف المنصب حال شغوره. لكن الأربعة هددوا بالاستقالة إذا لم يُعين خليفة لسلامة، قائلين إن الأزمة تتطلب حاكما يتولى القيادة.

من جهة أخرى، وفي سياق مساعي فرنسا لتسريع عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد، اقترح مبعوث الرئيس إلى لبنان جان-إيف لودريان على الفرقاء السياسيين عقد لقاء في أيلول/سبتمبر بهدف بلوغ توافق ينهي الشغور المستمر منذ نحو تسعة أشهر.

وفي ختام زيارته، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن لودريان “اقترح على كافة الأطراف الفاعلة في عملية انتخاب رئيس للجمهورية دعوتهم في أيلول/سبتمبر لعقد لقاء في لبنان هدفه التوصل إلى توافق على القضايا والمشاريع ذات الأولوية التي ينبغي على الرئيس المقبل أن يتولاها”.

وأضاف البيان أن “الهدف من هذا اللقاء هو خلق مناخ من الثقة يتيح للبرلمان الاجتماع في ظل ظروف مؤاتية” لانتخاب رئيس.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *