
ألقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء السبت، وجّه فيه انتقادات حادة لإسرائيل، محذراً من أن حرب غزة تهدد استقرار المنطقة بأسرها.
وقال عبد العاطي: “إن إسرائيل تشن حرباً وحشية ضد المدنيين في غزة، وإن مصداقية النظام الدولي تتآكل بسبب الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي. الشرق الأوسط يقف على شفا الانفجار. ونحن ننظر إلى واقع المنطقة بقلق ومسؤولية.”
كما شكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جهوده لدفع خطة تهدف إلى إنهاء الحرب، قائلاً: “نحن ممتنون لالتزامه بالعمل مع قادة المنطقة لوقف هذه الحرب الظالمة في غزة. ونرحب برؤيته الهادفة إلى استعادة الاستقرار، وإنهاء القتال، وضمان إطلاق سراح الرهائن والأسرى.”
وطالب بإنهاء معاناة الجوع في غزة، ورفض “أي سيناريو لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه”. وأكد أن مصر “لم ولن تكون بوابة لإنهاء القضية الفلسطينية”، محذراً مما وصفه بـ”نكبة جديدة”.
وقال عبد العاطي: “لقد امتدت اعتداءات إسرائيل من بلد إلى آخر في المنطقة، ووصلت مؤخراً إلى قطر. إن الاحتلال وإنكار الحقوق الفلسطينية يفرغان أي حديث عن الأمن والسلام من مضمونه. ولا يمكن لإسرائيل أن تنعم بالأمن فيما الآخرون يعيشون محرومين منه. ولن تنعم المنطقة بالاستقرار من دون قيام دولة فلسطينية.”
ووجه الوزير تحذيراً مباشراً قائلاً: “نحذر من السياسات المتهورة لإسرائيل التي تغلق الباب أمام آمال شعوب المنطقة في التعايش السلمي. أيدينا ما زالت ممدودة للسلام، والرئيس السيسي يؤكد أن السلام هو خيارنا الاستراتيجي.”
كما تطرق عبد العاطي إلى أزمات إقليمية أخرى، داعياً إلى إنهاء الحرب في اليمن “وفقاً للمعايير الدولية”، ومشدداً على ضرورة تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر، لافتاً إلى أن مصر خسرت أكثر من 9 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس بسبب الاضطرابات في الممر المائي. وأدان “الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في لبنان وسوريا”، محذراً: “إما أن يسير الشرق الأوسط نحو التعقل، أو يندفع إلى الفوضى. فهناك من يظن أنه قادر على إخضاع المنطقة بالقوة.”
وجاء الخطاب بعد أسابيع من تصاعد حدة الخطاب السياسي في القاهرة. ففي الأسبوع الماضي، وجّه النائب والإعلامي المصري مصطفى بكري تحذيراً إلى إسرائيل على خلفية ما قيل إنه محاولة اغتيال استهدفت قيادات من حركة “حماس” في الدوحة. وقال بكري خلال ظهوره على شاشة التلفزيون المصري: “لن تعبروا حدودنا. وإن دخلتم مصر لأي سبب، فستجدوننا في تل أبيب في اليوم التالي. اعتبروا أنفسكم محذَّرين.”
وأشار بكري إلى تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية الطارئة في قطر، حيث حذر من أن سيطرة إسرائيل على مدينة غزة ستقوّض مستقبل السلام بين مصر وإسرائيل.
وفي الأثناء، أفادت تقارير في وسائل إعلام عربية بأن مصر تستعد لاحتمال حدوث نزوح جماعي من غزة باتجاه حدودها. ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقرّبة من حزب الله، عن مسؤول عسكري مصري قوله إن القادة تلقوا تعليمات بعدم إطلاق النار على الفلسطينيين المتجهين نحو الحدود، وإنما التعامل معهم وفق المعايير الإنسانية.
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة العربي الجديد القطرية، نقلاً عن مصادرها، أن القوات المصرية المتمركزة على الحدود بين غزة وإسرائيل في حالة استنفار كامل خشية تدفق موجات نزوح محتملة إلى سيناء.
التعليقات