
طوال عامي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبينما كانت واشنطن تقدم دعما عسكريا قويا لإسرائيل، خاضت في الوقت نفسه “حربا دبلوماسية” كان لها أثر كبير لصالح حليفتها تل أبيب، وأسهمت في عرقلة الجهود الرامية إلى وقف لإطلاق النار أو تسهيل وصول المساعدات إلى القطاع، رغم الانتقادات الواسعة التي واجهتها الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
فمنذ السابع من أكتوبر – تشرين الأول 2023، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) 6 مرات في مجلس الأمن، لمنع صدور قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار، أو تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، أو اتخاذ تدابير تتعلق بالصراع في غزة والإجراءات المرتبطة بإسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت الفيتو قبل أقل من شهر، في 18 أيلول – سبتمبر، لمنع صدور مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، ورفع جميع القيود التي تفرضها إسرائيل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، رغم أن المشروع تضمن أيضا دعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس وفصائل أخرى.
حظيت هذه الجلسة بمتابعة لافتة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وجه العديد من المعلقين انتقادات حادة للدبلوماسية الأمريكية مورغان أورتاغوس، التي مثلت بلادها خلال الاجتماع، والمعروفة بأسلوبها الحاد. وانتشرت على المنصات الرقمية صورة لأورتاغوس وهي ترفع يدها (رمزا لاستخدام الفيتو)، بملامح غاضبة، ما أثار سيلا من التعليقات السلبية والتفاعل.
وفي وقت لاحق، انتشر فيديو لمحتجين مؤيدين لفلسطين أمام البعثة الأمريكية في نيويورك في 18 أيلول/سبتمبر، حيث واجهوا أورتاغوس احتجاجا على استخدام واشنطن حق النقض.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض أكثر من 45 مرة دفاعا عن إسرائيل، قبل 7 أكتوبر 2023.
من جانب آخر، توصلت حماس وإسرائيل ليل الأربعاء الخميس الى اتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطاع غزة، وهي خطة تنص على تبادل رهائن ومعتقلين ودخول مساعدات الى القطاع الفلسطيني بعد سنتين من الحرب.
وأتى الإعلان بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت أربعة أيام جرت بعيدا عن الأضواء في منتجع شرم الشيخ بمصر وشارك فيها وسطاء أمريكيون ومصريون وأتراك وقطريون.
التعليقات