ظهرت في الأيام القليلة الماضية، وسط العاصمة البريطانية لندن، لوحة إعلانية ضخمة أثارت تساؤلات واسعة. وتضع اللوحة، التي تبث تقريبا كل 80 ثانية على مدار اليوم والليل، تحت المجهر دور الإمارات في الحرب الدامية في السودان، المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023.
تظهر اللوحة صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي لشابة في مسبح، تلتقط صورة “سيلفي” أمام أفق ناطحات السحاب في دبي. وإلى جانب هذا المشهد، تظهر على هاتفها نتيجة السيلفي الحقيقية، حيث تتحول الخلفية من مناظر دبي الشاهقة إلى الدمار والدخان المتناثر، على الأرجح نتيجة القصف.
ويحمل الإعلان عبارة: “سيلفيك لن يبدو جميلا بعد أن تعرف ما يفعلونه في السودان”، كما يتم عرض نفس اللوحة على جانبي سيارة متنقلة في وسط العاصمة البريطانية.
يتضمن الإعلان أيضا رمز استجابة سريعة (QR CODE) يتيح للمتابعين الوصول إلى مقالات حول دور الإمارات في السودان الذي يعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم، بما في ذلك تقارير صحفية نشرتها صحف مثل “ذا غارديان” (The Guardian) و”نيويورك تايمز”(The New York Times).
وبحسب المصادر المحلية، فإن هذا الإعلان يأتي ضمن حملة أطلقتها منظمة “أفاز” (Avaaz)التي تعنى بالتعبئة العالمية لقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، بالتعاون مع مجموعة “لندن من أجل السودان” (London for Sudan)، تهدف إلى لفت انتباه الرأي العام إلى الدور الذي تلعبه الإمارات في السودان، حيث تشير التقارير إلى دعمها قوات الدعم السريع، المتهمة بارتكاب جرائم وانتهاكات واسعة.
وتأتي هذه الحملة بينما تشير دائرة الاقتصاد والسياحة في الإمارات إلى أن أكثر من 1.04 مليون شخص قادمين من المملكة المتحدة زاروا دبي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025.
ماذا يفعلون في السودان؟
فيما تنفي الإمارات قطعا أي تورط لها في الصراع الدموي الجاري في السودان، قدمت عدة تقارير دولية وتحقيقات استخباراتية مفتوحة المصدر، استندت إلى بيانات متاحة، أدلة على دعم الدولة لقوات الدعم السريع.
كما حققت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، في أبريل/نيسان من هذا العام، في كيفية وصول قذائف هاون بلغارية، شحنت إلى الإمارات، إلى قوات الدعم السريع السودانية.
وتبين أن هذه الذخائر، التي ضبطت في نوفمبر/تشرين الثاني بولاية شمال دارفور، تحمل الرقم التسلسلي نفسه الذي صدرته بلغاريا إلى الإمارات عام 2019، وفق ما أكده محققو الأمم المتحدة، وقد جرى توثيق ذلك عبر صور ومقاطع فيديو نشرها موالون للحكومة السودانية.

التعليقات