
فاز مرشح الحزب الديمقراطي الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ المنتمي لتيار يسار الوسط في الانتخابات المبكرة، ليصبح رئيسا لبلاد تعاني من انقسامات حادة إثر محاولة سلفه فرض الأحكام العرفية.
وتفوق لي بفارق كبير على منافسه المحافظ كيم مون سو، مرشح حزب سلطة الشعب، الذي ينتمي إليه الرئيس المعزول يون سوك يول.
يشار إلى أن الانتخابات الرئاسية جرت بشكل استثنائي عجّل ببدء ولاية لي مباشرة دون فترة انتقالية، بعد عزل يون من منصبه.
أعلن رئيس لجنة الانتخابات روه تاي-آك قائلا: “الفترة الرئاسية تبدأ فور تأكيد الفائز، لذا أعلن الآن الساعة 6:21 صباحا (21:21 بتوقيت غرينتش الثلاثاء). وبناء عليه، تعلن اللجنة الوطنية للانتخابات أن لي جاي ميونغ، مرشح الحزب الديمقراطي، هو الرئيس المنتخب”.
وأقر كيم مون سو بهزيمته أثناء استمرار عمليات الفرز، إذ أظهرت النتائج الرسمية استحالة فوزه.
قال كيم في تصريح للصحافيين: “سأقبل بتواضع خيار الشعب”، مهنئا “المرشح الفائز” لي جاي ميونغ.
وبسبب شغور المنصب الرئاسي عقب العزل، جرى تنصيب الرئيس الجديد فورا دون انتظار الفترة الانتقالية المعتادة.
وعرف الرئيس الجديد بميوله اليسارية وسعيه سابقا للابتعاد عن الولايات المتحدة، التي بادرت بدورها إلى تهنئته وأكدت متانة العلاقة بين البلدين.
أصدر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بيانا قال فيه: “الولايات المتحدة وجمهورية كوريا تتشاركان التزاما راسخا بالتحالف القائم على معاهدة الدفاع المشترك، وقيمنا المشتركة، وعلاقاتنا الاقتصادية الوثيقة”.
خلال خطاب أمام أنصاره الأربعاء، دعا لي الكوريين الجنوبيين إلى “المضي قدما بأمل والانطلاق نحو مرحلة جديدة”.
أضاف لي: “قد نكون تصادمنا لفترة، لكن أولئك الذين لم يدعمونا هم أيضا مواطنون في جمهورية كوريا”.
“التواصل مع كوريا الشمالية”
وتعهد الرئيس الجديد بإرساء الحوار والتواصل والتعاون مع كوريا الشمالية، التي لا تزال رسميا في حالة حرب مع الجنوب، سعيا لإيجاد طريق للتعايش السلمي والازدهار المشترك.
من المنتظر أن يبدأ لي يومه الأول كرئيس بإحاطة هاتفية مع قائد الجيش، تثبيتا لانتقال السلطة رسميا.
عادة ما يتبع ذلك زيارة للمقبرة الوطنية، في تقليد اعتمده أسلافه، بمن فيهم الرئيس المعزول يون.
يتوقع أيضا أن تعقد مراسم تنصيب مقتضبة بالجمعية الوطنية، في أجواء تغيب عنها الاحتفالات الضخمة المعتادة بعد الانتخابات المجدولة، على أن يقتصر الحضور على بضع مئات من الضيوف.
سيتوجه بعد ذلك إلى المكتب الرئاسي لإعلان أسماء كبار أعضاء مجلس الوزراء.
سبق أن نقل يون مقر السلطة من البيت الأزرق إلى مبنى حكومي في يونغسان، فيما صرح لي سابقا بعدم نيته استخدامه.
سيتركز الاهتمام على هوية كبير موظفي الرئاسة، ورئيس الوزراء، ومدير جهاز الاستخبارات الوطنية.
من المنتظر أيضا أن يتلقى لي اتصالات هاتفية مهنئة من قادة العالم، مع ترجيح أن يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول المهنئين.
تشير تقديرات إلى أن فوز لي يعود إلى نقاط قوته وإخفاقات خصومه، بحسب مينسيون كو الباحث في معهد ويليام آند ميري للأبحاث العالمية.
يتوقع أكاديميون أن يشهد العهد الجديد تحولا في السياسة الخارجية للبلاد، إذ يرى جين ووك شين أستاذ علم الاجتماع بجامعة ستانفورد أن لي سيعطي أولوية للتحالف مع الولايات المتحدة مع سعيه للانفتاح على الصين وكوريا الشمالية.
يعكس ذلك قطيعة مع سياسة يون، الذي ركز بشكل كبير على كوريا الشمالية والعلاقات مع الولايات المتحدة.
التعليقات