
نظّم الاتحاد الدولي للصحفيين، في 3 سبتمبر/أيلول، لقاءً في بروكسل شاركت فيه منظمات دولية وهيئات مانحة، عبّرت خلاله عن دعمها لتأسيس “صندوق دعم الإعلام الفلسطيني” الهادف إلى تعزيز استدامة الإعلام الفلسطيني.
وشهدت الفعالية حضور نحو خمسين شخصية من السلطة الفلسطينية، ودبلوماسيين من أوروبا والعالم العربي، وصحفيين ومدراء مؤسسات إعلامية فلسطينية، إلى جانب ممثلين عن الصندوق الدولي لتنمية إعلام الصالح العام، والبرلمان الأوروبي، ومنظمات دعم إعلامية دولية، ومنظمة اليونسكو.
•جهود تشريعية
تولت مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطيني – التي تضم نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وجمعية الناشرين، وجمعية الإذاعات، ومركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت – قيادة العمل على وضع إطار تشريعي للصندوق يحدد مهامه ونموذج إدارته وحوكمته. وأكدت السلطة الفلسطينية أنها بصدد استكمال الإجراءات القانونية لتأسيس الصندوق.
•تصريحات دولية
قال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي:
“نرحب بهذا الجمع من ممثلي المهنة والمانحين والدبلوماسيين، وندرك ثقل مسؤوليتنا المشتركة وضرورة التحرك العاجل. يجب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لوقف المجزرة في غزة، وأدعو جميع ممثلي الدول الحاضرين لبذل أقصى ما يمكن لإيجاد حل سياسي ودبلوماسي سريع لإنهاء هذه المأساة غير المسبوقة.”
وأشار الاتحاد إلى أن ما لا يقل عن 221 صحفياً قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ النزاعات الحديثة.
من جهته، قال ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين:
“يُقتل أحد عشر صحفيًا شهريًا في غزة، ودُمّرت مئتا مؤسسة إعلامية، والصحافة الفلسطينية تنهار.”
بدوره، أكد د. أحمد عساف، المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني، أن العمل جارٍ على إنجاز القانون المنظم للصندوق خلال الفترة القريبة المقبلة.
وقال النائب الأوروبي ورئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، منير ساطوري:
“آمل أن يقدم الاتحاد الأوروبي دعمًا كبيرًا، وأن لا يقتصر الأمر، ولو لمرة واحدة، على الكلام فقط. كما آمل أن يشمل الصندوق دعمًا قانونيًا يمكّن الصحفيين من الدفاع عن أنفسهم وعن زملائهم الذين قضوا.”
•دعم دولي واسع
من جانبه، أوضح نيشيان لالواني، الرئيس التنفيذي للصندوق الدولي لتنمية إعلام الصالح العام، أن الاتحاد الدولي للصحفيين عمل على مدار 15 شهرًا مع مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطيني لتطوير فكرة الصندوق، بحيث يكون مؤسسة عامة مستقلة تقدم منحًا للمؤسسات الإعلامية في الضفة الغربية وغزة، مستفيدًا من دعم بحثي وفني من اليونسكو.
وأكدت هلا طنوس، ممثلة اليونسكو، استعداد المنظمة الكامل لدعم الجهود، عبر تقديم خبرتها الفنية وقدرتها على جمع أصحاب المصلحة وضمان توافق الصندوق مع المعايير الدولية المتعلقة بحرية التعبير وصحافة الصالح العام.
•خسائر غير مسبوقة
وأشارت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى أن 13% من الصحفيين في غزة قُتلوا منذ بدء الحرب، فيما دُمرت جميع البنى التحتية الإعلامية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واختتم الاتحاد الدولي للصحفيين بالتأكيد على أن صندوق دعم الإعلام الفلسطيني يمثل فرصة فريدة لإعادة إحياء المجتمع الإعلامي الفلسطيني وتمكين الصحفيين من أداء دورهم كحراس للديمقراطية وأصوات من لا صوت له، مشددًا على أن نجاح الصندوق يتوقف على التزام المانحين الدوليين والتنسيق الفعّال بين مختلف الفاعلين في هذا المجال.
التعليقات