الرئيس الإيراني: إعادة بناء المنشآت النووية بلا جدوى من دون محادثات مع واشنطن

حذّر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، من أن بلاده تواجه خطر اندلاع مواجهة أوسع مع الولايات المتحدة ما لم يتم اللجوء إلى المسار الدبلوماسي.

وخلال لقائه مع عدد من مديري وسائل الإعلام في 10 أغسطس/آب، انتقد بزشكيان المعارضين لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستستهدف المنشآت النووية مجدداً إذا أُعيد بناؤها.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة شاركت في الحملة الجوية الإسرائيلية ضد إيران في 22 يونيو/حزيران، حيث قصفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية باستخدام قاذفات “بي-2” وصواريخ “توماهوك”، وهي ضربات قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنها “دمّرت بالكامل” تلك المنشآت.

وشدد بزشكيان على أن الاستسلام “ليس من شيمنا”، لكنه أضاف أن الخصومة والمشاحنات لن تقود طهران إلى أي نتيجة. وقال: “افترض أنك لا تريد التفاوض، فماذا تريد أن تفعل إذن؟ أن تذهب إلى الحرب؟”.

وقد قوبلت تصريحاته فوراً بانتقادات من وكالة “تسنيم” الإخبارية، التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي كتبت في افتتاحية لها: “حين يسمع العدو مثل هذه الكلمات، ما القرار الذي سيتخذه؟ وما الانطباع الذي سيتكوّن لديه عن إيران؟ من الواضح أن الانطباع الوحيد الذي قد يستنتجه هو ضعف إيران”.

وأضافت الوكالة أن موقف الرئيس يعكس صورة “ضعيفة ويائسة” عن الحكومة الإيرانية.

كما هاجم حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة “كيهان” والمُعيَّن من قِبل المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، بزشكيان بسبب إصراره على التفاوض مع واشنطن، مدعياً –من دون تقديم أدلة– أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد “أقرتا علناً بهزيمتهما” خلال حرب الأيام الاثني عشر في يونيو/حزيران، وزاعماً أن واشنطن جاءت “تتوسل” لبدء محادثات مع إيران.

وكتب شريعتمداري في 12 أغسطس/آب: “المثير للاستغراب أن بعض مسؤولينا وقعوا في فخ الثنائية الزائفة بين التفاوض والحرب”.

وقد عقدت إيران، الشهر الماضي، محادثات مع القوى الأوروبية بشأن برنامجها النووي، حيث قال نائب وزير الخارجية، كاظم غريب آبادي، إن المناقشات ستستمر، لكن لم يتم الإعلان عن مواعيد جديدة بعد.

وحذّرت الحكومات الأوروبية من أنه ما لم يتم إحراز تقدم ملموس في المحادثات بين طهران وواشنطن بحلول نهاية أغسطس، فإنها ستشرع في عملية إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، وهي خطوة قالت طهران إنها ستُنهي “دور أوروبا” في ملفها النووي.

وكان من المقرر أن تعقد إيران والولايات المتحدة جولة جديدة من المحادثات في 15 يونيو/حزيران، لكن الاجتماع أُلغي بسبب الحرب. ولا يزال الطرفان غير متفقين على موعد للقاء، إذ تؤكد طهران أنها لا تستطيع الوثوق بواشنطن، بينما يشكك البيت الأبيض في جدوى أي محادثات إضافية في ظل الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية.

لقراءة المادة من موقعها الاصلي:

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *