
جاء في كتاب لوزارة الخارجية السودانية الإثنين أن الحكومة “تملك كل الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا ومن بعض دول الجوار برعاية وتمويل من دولة الإمارات”.
وتم رصد مرتزقة في كلا المعسكرين، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ووردت أول التقارير بشأن وجود مقاتلين كولومبيين في إقليم دارفور في غرب البلاد في أواخر العام الماضي، وقد أكد هذه المعلومات خبراء أمميون.
وتُتهم جهات خارجية بالضلوع في النزاع، خصوصا الإمارات بدعم قوات الدعم السريع. فيما تنفي الإمارات أي ضلوع لها في تمويل قوات الدعم السريع، على الرغم من ورود تقارير لخبراء أمميين ودبلوماسيين ومسؤولين أمريكيين ومنظمات دولية، تفيد بعكس ذلك.
80 من المرتزقة الكولومبيين
وفي هذا الأسبوع، أفادت “القوات المشتركة” المتحالفة مع الجيش، بمشاركة أكثر من 80 من المرتزقة الكولومبيين إلى جانب قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأفاد بيان للقوات المشتركة أنه في أحدث محاولة لقوات الدعم السريع للسيطرة على المدينة التي تحاصرها منذ عام ونيّف “تم تحييد عدد كبير من هؤلاء الكولومبيين، الذين كانوا مكلفين بتشغيل الطائرات المسيّرة وتنسيق عمليات القصف المدفعي”.
وتعد الفاشر الوحيدة التي ما زالت خارج سيطرة قوات الدعم السريع من بين عواصم ولايات دارفور الخمس.
والخميس، نشر الجيش تسجيل فيديو قال إنه يظهر “مرتزقة أجانب يعتقد أنهم من كولومبيا”.وتعذر على وكالة الأنباء الفرنسية التحقّق على الفور من صحة التسجيلات.
“حرب… تدار بالوكالة”
وإلى ذلك، قالت وزارة الخارجية السودانية الإثنين إنها سبق أن قدّمت إلى مجلس الأمن أدلة تبين ضلوع مقاتلين أجانب، معتبرة أن مشاركة هؤلاء “تفرض واقعا جديدا يهدد سيادة الدول وينتهك حرماتها، ويغير من مسار الحرب لكي تصبح حربا إرهابية عابرة للحدود تدار بالوكالة”.
كما وصف تقرير صدر هذا العام لخبراء يتولون مراقبة حظر الأسلحة في دارفور الاتهامات بمشاركة مرتزقة كولومبيين في القتال، بأنها ذات صدقية.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، قال وزير الخارجية السوداني علي يوسف إن نظيره الكولومبي قدّم “اعتذار بلاده عن اشتراك بعض مواطني بلاده في الحرب إلى جانب مليشيا الدعم السريع”، وفق وكالة السودان للأنباء.
هذا، ورُصدت في السنوات الأخيرة مشاركة جنود كولومبيين متقاعدين ومقاتلين سابقين ممن تمرّسوا مدى أكثر من نصف قرن في القتال في بلادهم، في نزاعات دائرة في أوكرانيا وهايتي وأفغانستان.
وسبق أن جندت الإمارات هؤلاء للقتال ضد الحوثيين في اليمن ولحماية خطوط أنابيب النفط في الدولة الخليجية، وفق تقارير لوكالة الأنباء الفرنسية.
التعليقات