الحرب الإسرائيلية الإيرانية: المواجهة مستمرة وترامب يدعو طهران إلى “استسلام غير مشروط”

في اليوم الخامس من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، هز انفجار إحدى ضواحي طهران مساء الثلاثاء، وسط تصاعد ميداني وتحذيرات متبادلة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر “إكس” إن الجيش سينفذ عمليات ضد منشآت عسكرية إيرانية، وأصدر تحذيرا بإخلاء منطقة محددة في طهران.

بالتزامن، أعلنت الخارجية الأمريكية إغلاق السفارة في القدس من الأربعاء إلى الجمعة، وذلك “نظرا للوضع الأمني وامتثالا لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية”. القرار يشمل أيضا القسمين القنصليين في القدس وتل أبيب.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد صواريخ أُطلقت من إيران، وأكد تشغيل أنظمته الدفاعية، بينما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ومناطق شمال إسرائيل، تبعها دوي انفجارات، قبل أن يطلب الجيش من المواطنين مغادرة المناطق المحمية، مشيرا إلى “انتهاء التهديد”.

ويقول خبراء إن الأفضلية التي تتمتع بها إسرائيل لا تترك عقبات تُذكر في طريق قصفها الموسع، غير أنها ستواجه صعوبة في توجيه ضربة قاضية للمواقع النووية الموجودة على عمق تحت الأرض بدون انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم

 

ضربات متبادلة وقلق حول منشآت نووية

وأعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف مراكز استخباراتية تابعة للموساد في تل أبيب، بينها مقر للقيادة ومركز عمليات.

وبث التلفزيون الإيراني لاحقا مشاهد لما قال إنها “الدفعة العاشرة من عملية الوعد الصادق 3″، متحدثا عن هجمات صاروخية ومسيرات استهدفت “مواقع استراتيجية” في تل أبيب وحيفا.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ “سلسلة غارات واسعة” على مواقع غرب إيران، استهدفت عشرات منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض. وأُفيد عن دوي انفجارات في شمال وغرب طهران، وفي تبريز وأصفهان، حيث فعلت الدفاعات الجوية، بحسب وكالة مهر.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رصد أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في منشأة نطنز، استنادا إلى صور أقمار صناعية عالية الدقة. وقالت إنه لا تغيير يُعلن عنه في منشأتي أصفهان وفوردو، مشيرة إلى أنها تنتظر تقييما غير متحيز للأضرار.

وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن هجمات إلكترونية، بينها هجوم عطل بنك سبه الحكومي. كما أعلنت اعتقال “فريق إرهابي” على صلة بإسرائيل كان يحمل متفجرات جنوب غربي طهران، واعتقال أجنبي كان يصور مواقع “حساسة” قرب بوشهر لصالح الموساد.

وفي الميدان، أُطلقت دفعات جديدة من الصواريخ على إسرائيل، وترافقت مع صفارات إنذار في ديمونا وتل أبيب والشمال. وأكدت القوات المسلحة الإيرانية أنها ستنفذ عمليات عقابية قريبًا، داعية سكان تل أبيب وحيفا إلى الإخلاء.

وبحسب التصريحات الرسمية، قُتل 224 شخصا في إيران معظمهم من المدنيين، فيما قُتل 24 شخصا في إسرائيل.

 

ترامب يرفض تقييم الاستخبارات ويدعو طهران “لاستسلام غير مشروط”

من جانبه، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنا تقييم مديرة جهاز المخابرات الوطنية تولسي جابارد بأن إيران لا تطور سلاحًا نوويا، قائلا إنها “قريبة جدا” من امتلاك رأس نووي، ما اعتُبر دعما لمبررات الغارات الإسرائيلية. وأشار إلى أن “المرشد الأعلى هدف سهل”، مضيفا “لن نقتله، على الأقل ليس في الوقت الراهن”.

ولاحقا، كتب في منشور على منصة تروث سوشال: “صبرنا بدأ ينفد”، داعيا إلى “استسلام غير مشروط”، ومؤكدا السيطرة الكاملة على المجال الجوي الإيراني. وأضاف: “نحن لا نبحث عن وقف لإطلاق النار… نهاية أو استسلام”، ملمّحا إلى أن واشنطن مستعدة للتصعيد.

وبينما عادت طائرته من قمة مجموعة السبع في كندا، عقد ترامب اجتماعًا مع مجلس الأمن القومي استمر لأكثر من ساعة في غرفة العمليات. وكان موقع “أكسيوس” قد أفاد أن فريق ترامب اقترح اجتماعا مع إيران هذا الأسبوع يضم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

 

انقسام في مجموعة السبع وتحذير أوروبي من الفوضى

واتهمت الصين الرئيس الأمريكي بـ”صب الزيت على النار”، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن “التهديدات تزيد من خطر التصعيد ولن تؤدي إلى تهدئة”. أما الرئيس الصيني شي جينبينغ، فأعرب عن “قلقه الكبير”، داعيًا إلى تهدئة فورية، ومؤكدًا أن “إسرائيل تسببت بتصعيد مفاجئ للتوتر”.

في مواقف موازية، دعت الإمارات إلى وقف فوري، محذرة من خطوات “غير محسوبة”. وذكرت وكالة وام أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد ناقش الوضع مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان. كما أكدت الخارجية المصرية ضرورة العودة للمفاوضات، بينما نددت روسيا بالغارات الإسرائيلية ووصفتها بأنها “غير قانونية”، داعية إلى حل دبلوماسي.

وفي قمة السبع، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين إن ترامب “يلعب دورا رئيسيا في إحياء الجهود الدبلوماسية”، لكنه حذر من أن “الرغبة في تغيير النظام بالقوة ستكون خطأ استراتيجيا”، وأضاف أن أي محاولة لتغيير النظام في طهران “قد تؤدي إلى فوضى”.

وفي المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن “ترامب لم يشر بأي شكل إلى أن الولايات المتحدة على وشك التدخل في الصراع”، مضيفا أن بيان السبع “كان يتناول التهدئة”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *